هل تلعب العادات المحلية دورًا في فشل بعض المشاريع الناشئة؟

عند الحديث عن تأسيس الشركات في المنطقة العربية، وخاصة في الخليج، لا يكفي الاعتماد فقط على دراسات الجدوى والخطط التسويقية. فهناك عنصر بالغ الأهمية يؤثر على نجاح أو فشل المشروع، ألا وهو "العادات المحلية". في بيئة مثل السعودية أو سلطنة عمان، قد تبدو بعض القرارات سليمة من الناحية التجارية، لكنها لا تتماشى مع السياق الثقافي والاجتماعي، مما يجعل المشروع يواجه تحديات غير متوقعة.

فهم العادات: الخطوة الأولى لتأسيس ناجح

عند الإقدام على تأسيس شركة، لا بد أن يبدأ المؤسس بدراسة طبيعة المجتمع المستهدف. تختلف سلوكيات المستهلكين في السعودية عن تلك الموجودة في عمان مثلًا، حتى وإن تشابهت بعض العوامل الاقتصادية. على سبيل المثال، قد تفشل شركة تقدم خدمات مختلطة بين الجنسين في بعض المناطق المحافظة في المملكة، بينما قد تجد ترحيبًا نسبيًا في مناطق أكثر انفتاحًا أو في أسواق خارجية.

أمثلة من الواقع الخليجي

شهدنا في السنوات الأخيرة حالات لمشاريع تقنية مبتكرة، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار العادات المحلية. شركة ناشئة في السعودية حاولت تقديم خدمة توصيل ليلي للمنازل دون مراعاة حساسية بعض المناطق من التعاملات المتأخرة لغير الضرورة. النتيجة؟ اعتراض اجتماعي أوقف الخدمة. وفي حالة أخرى، شركة تأسست في سلطنة عمان قدمت منتجًا غذائيًا جديدًا، لكنه لم يراعِ الذوق العام وطبيعة المكونات المعتادة، فانخفض الطلب سريعًا.

التكيّف الثقافي كعامل نجاح

التكيف لا يعني التنازل عن رؤية المشروع، بل يعني تعديل الطريقة التي يُقدّم بها المنتج أو الخدمة. عند تأسيس الشركات في السعودية، يجب على رواد الأعمال فهم تأثير العائلة، الدين، والعلاقات الاجتماعية على القرار الشرائي. في المقابل، عند تأسيس الشركات في سلطنة عمان، يجب مراعاة الطابع المجتمعي المحافظ والمتسامح في الوقت ذاته، والذي يفضل التعامل مع أسماء موثوقة ولها وجود فعلي في السوق.

برايم: نموذج للتكيف مع السياق المحلي

شركة برايم كمثال عملي، نجحت في تقديم خدمات تأسيس الشركات لأنها لم تكتفِ بفهم القوانين والإجراءات الرسمية، بل استثمرت في فهم السوق من الداخل. من خلال تواجدها الفعلي في السعودية وعُمان، أصبحت برايم شريكًا محليًا يعرف كيف يوجه المستثمر لفهم السوق الحقيقي، ويمنحه الأدوات التي تساعده على النجاح، وليس مجرد التأسيس الشكلي.

المعرفة الثقافية ليست رفاهية

في عصر العولمة، قد يغفل بعض رواد الأعمال عن أهمية "المحلية". ومع أن التكنولوجيا اختصرت الكثير من المسافات، إلا أن فهم العادات المحلية يظل حجر الأساس في الأسواق الخليجية. لذلك، قبل أن تبدأ في تأسيس شركتك، اسأل نفسك: هل تعرف جمهورك كما يعرف نفسه؟ إن لم تفعل، فربما يكون عليك مراجعة استراتيجيتك من البداية. #برايم_التميز